اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 2 صفحة : 268
يجعل مشرق يوم على
اليسار ومغرب ذلك اليوم على اليمين ـ تقتضي محاذاة نقطة الجنوب ، وكذا العلامة
الثالثة ، وأمّا الثانية فتقتضي انحرافا بيّنا عنها نحو المغرب ، وهو الموافق
لمعظم بلاد العراق.
والأولى حمل العلامة الاولى والثالثة
على أطراف العراق الغربيّة ، كالموصل ، وبلاد الجزيرة ، فإن قبلتهما تناسب نقطة
الجنوب. والعلامة الثانية على أوساط العراق ، كبغداد والكوفة والحلة والمشاهد
المقدّسة ، فإنه تنحرف قبلتها عن نقطة الجنوب نحو المغرب. وأما أطرافها الشرقية ـ كالبصرة
ـ فهي أشدّ انحرافا ، ويقرب منها تبريز وأردبيل وقزوين وهمدان وما والاها من بلاد
خراسان. ونزّلوا إطلاق عبائر الأصحاب على ما ذكروه.
وفيه بعد ، ولذا جعل ذلك سبيلا إلى
سهولة الأمر في القبلة واتساع الدائرة فيها ، وأنه لا ضرورة إلى ما ذكروه أرباب
الهيئة.
مضافا إلى خلوّ النصوص عن بيان العلامات
بالكلية ، إلّا ما مرّ إليه الإشارة ، وقد عرفت أيضا إجماله.
ومع ذلك فقد ورد في الصحيح وغيره : « ما
بين المشرق والمغرب قبلة » [1].
قيل : ويؤيّد ذلك بأوضح تأييد ما عليه
قبور الأئمة : في العراق
من الاختلاف ، مع قرب المسافة بينها على وجه يقطع بعدم انحراف القبلة فيه ، مع
استمرار الأعصار والأدوار من العلماء الأبرار على الصلاة عندها ، ودفن الأموات ،
ونحو ذلك ، وهو أظهر ظاهر في التوسعة كما لا يخفى [2].
وفيه نظر ، يظهر وجهه بالتدبّر فيما
ذكره شيخنا في روض الجنان ، فقال