وهي وإن كانت مطلقة ليس فيها التقييد
بأهل العراق لكنّها خصّت بهم بقرينة الرواة ، لكونهم منهم ، لكنها مع ذلك لا تخلو
من إجماع ، سيّما الروايات الأخيرة ، مع ضعف أسانيدها جملة بالإرسال ، والضعف
بالسكوني في المشهور بين الطائفة [3].
فإذا العمدة هو استعمال قوانين الهيئة.
وعليه لا يستقيم جعل الأمور الأخيرة علامات لأهل العراق على الإطلاق ، كما نبّه
عليه جماعة من المحققين [4]
، فقيّدوا المشرق والمغرب بالاعتداليين ، حاكين له عن الأكثر ، وجملة منهم [5] قيّدوا الجدي بحالة غاية ارتفاعه ، بأن
يكون إلى جهة السماء والفرقدان إلى جهة الأرض ، أو غاية انخفاضه عكس الأوّل.
ومع
ذلك فقالوا :
إن بين العلامات الثلاث الأول اختلافا واضحا ، فإن العلامة الأولى ـ سواء قيد
المشرق والمغرب بالاعتداليين ، أو كان المقصود أن
[1] تفسير العياشي 2
: 256 / 12 ، الوسائل 4 : 307 أبواب القبلة ب 5 ح 3.
[2] تفسير العياشي 2
: 256 / 13 ، الوسائل 4 : 307 أبواب القبلة ب 5 ح 4.
[3] وقد وثقه الشيخ
في العدة : 380 ، وحكي عن المحقق في الرسالة العزّية أنه ثقة أجمع الأصحاب على
العمل بروايته ، وحكاه عنهما في خاتمة الوسائل 30 : 230 ، 231 ، 318 ، ووثقه أيضا
المحقق الداماد في الرواشح السماوية : 56 ، 57 ، فضعفه من المشهورات التي لا أصل
لها. ولمزيد الاطلاع راجع رجال السيد بحر العلوم 2 : 12[1] 125 ، مفتاح الكرامة 8 :
256 ، تنقيح المقال 1 : 127 ـ 129 ، الكنى والألقاب 2 : 285 ، 286.
[4] منهم الشهيدان
في البيان : 114 ، وروض الجنان : 196 ، والفاضل المقداد في التنقيح 1 : 174 ،
والمحقق الثاني في جامع المقاصد 2 : 54.
[5] كالشهيد الثاني
في روض الجنان : 196 ، والفاضل الهندي في كشف اللثام 1 : 174.
اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 2 صفحة : 267