اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 2 صفحة : 171
به مستفيضة ، منها :
عن الوتر أفصل أم وصل؟ قال : « فصل » [1].
وظاهره كغيره لزومه ، ويقتضيه قاعدة
توقيفيّة العبادة ، ولزوم الاقتصار على ما ثبت من صاحب الشريعة.
والنصوص المرخّصة للوصل [2] شاذة غير مكافئة لما سبقها من وجوه
شتّى ، وإن تضمّنت الصحيحين وغيرهما ، مع عدم صراحتهما ، لاحتمال حمل التسليم في
الأوّلين المخيّر بينه وبين عدمه فيهما على التسليم المستحب ، يعنى « السلام عليكم
» ولا بعد فيه ، سيّما مع شيوع إطلاقه على الصيغة المزبورة في النصوص والفتاوي
إطلاقا شائعا ، بحيث يفهم كون الإطلاق عليها حقيقيّا وعلى غيرها مجازيا. وحينئذ
التخيير فيها لا يفيد جواز الوصل في الوتر أصلا ، لاحتمال تعيين لزوم الفصل
بالصيغة الأخرى ، وليس في الرواية الأخيرة ـ مع ضعفها بالجهالة ـ إلّا قول مولانا
الكاظم 7 : « صله »
بعد أن سئل عن الوتر [3].
وهو كما يحتمل قراءته بسكون اللام يحتمل قراءته بكسرها وتشديدها ، ويكون إشارة إلى
الأمر بفعلها.
ولو لم تحتمل هذه النصوص شيئا مما
قدّمناه تعيّن طرحها ، أو حملها على التقية كما ذكره شيخ الطائفة ، قال : لأنّها
موافقة لمذاهب كثير من العامة [4].
مع أنّ مضمون حديثين منها التخيير [5]
، وليس ذلك مذهبا لأحد ، لأنّ من أوجب الوصل لا يجوّز الفصل ، ومن أوجب الفصل لا
يجوّز الوصل.