اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 14 صفحة : 76
عدا الإسكافي وقد
وقف على قائله ولم نقف عليه ، كالقول بالتفصيل الذي حكاه.
وكيف كان فالقول
بالتفصيل بقسميه على تقديرهما ضعيف جدّاً كسابقهما ؛ لعدم وضوح مأخذهما عدا ما في
الفقيه قد مضى ، وهو كما ترى ؛ لعدم التعارض بين الخبر الذي قيّده والذي استشهد به
لتقييده ؛ إذ غايته اشتراط الاتّحاد في الحيوان وهو لا ينافي اشتراطه في غيره كما
هو مقتضى الخبر الأوّل المفيد بعمومه ، بل بصريحه ؛ لأنّه المرسل المتقدّم المصرّح
بثبوت الشفعة في كلّ شيء حتّى الحيوان [1] ، ونحوه الرضوي الماضي [2] إلاّ بالمفهوم الضعيف الذي لعلّه لا يقول به.
ثمّ على تقدير
حجّيته لا يمكن التقييد به أيضاً ؛ لما مضى من عدم التكافؤ أصلاً.
ومقتضاه رفع اليد
عن نحو هذا الخبر كغيره من الأخبار المتقدّمة المطلقة ، سيّما مع ما عرفت من قوّة
احتمال ورودها للتقية.
ويحتمل أيضاً
محامل أُخر ذكرها الجماعة [3] ، كحمل لفظ الجمع فيها على الاثنين ولو مجازاً ، أو على
إرادة تعميم الحكم بالنسبة إلى المكلّفين ، لا بالنسبة إلى قضيّة واحدة اشترك فيها
جماعة. وهما وإن بعدا إلاّ أنّه لا بأس بهما جمعاً ، وهو أحسن من الطرح مهما أمكن
وأولى.
وبالجملة لا ريب
ولا شبهة في المسألة بحمد الله تعالى.
(
و ) اعلم أنّه لا خلاف
على الظاهر المصرّح به في شرح الإرشاد [4]