اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 13 صفحة : 133
الأصحاب سيّما
المتأخرين [1] ، وفاقاً للشيخ والحلّي [2] ؛ لتطابق اللغة
والعرف على أن المفسّر إذا وقع بين المبهمين أو المبهمات عاد إلى الجميع ، حتى لو
قال المتكلم : له مائة درهم وعشرون درهماً عدّ مستهجناً. قال الله تعالى
( إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ
نَعْجَةً )[3] وفي الخبر : « إنّ رسول الله 6 توفّي وهو ابن ثلاث وستين سنة » [4]. ونحوهما ورد في
الشعر.
خلافاً للفاضل في
المختلف [5] ، فجعل المائة والألف في المثالين مبهمين ، يرجع في
تفسيرهما إليه. قال : لأنّ المميّزين ليسا مميّزين لعددين ، وكما يحتمل أن يكون
مميّزاً للجميع يحتمل أن يكون مميّزاً للأخير ، فلا يثبت في الذمّة بمجرد
الاحتمال.
ويظهر من التعليل
عدم اختصاص ما ذكره بالمثالين ، بل جارٍ فيما يجري فيه التعليل. وقد حكى التصريح
بهذا التعميم في المسالك عن بعض الأصحاب [6] ، ويظهر من المقدس الأردبيلي الميل إليه في شرح الإرشاد [7] ؛ لما مرّ من
التعليل.
وهو عليل بعد ما
مرّ من تطابق العرف واللغة على فهم رجوع التميز
[1] منهم العلاّمة
في التذكرة 2 : 154 ، والفاضل المقداد في التنقيح الرائع 3 : 490 ، والشهيد الثاني
في المسالك 2 : 168.