اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 10 صفحة : 260
خلافاً لجماعة من
المتأخّرين ، كالمختلف والمسالك وغيرهما [1] فيهما ، فلم يشترطوه هنا ؛ لما مرّ في الوقف [2] : من تعذّره من
الجميع ، واستلزام الاكتفاء به من البعض الترجيح من غير مرجّح.
ويضعّف بما مر ثمة
: من عدم استلزام تعذّر القبول منهم عدم اعتبار أصله ؛ لجواز قبول الناظر في تلك
المصلحة أو حاكم الشريعة.
وهذا أوجه إن لم
يكن الإجماع على خلافه ، كما يستفاد من الروضة [3] ، لكن يبقى الإشكال في الدليل على اشتراط القبول من أصله ،
ولم أقف عليه سوى الإجماع ، وهو غير تامّ في محلّ النزاع ، وإجماع الغنية غير ظاهر
الشمول لهذه الصورة.
فينبغي الرجوع إلى
الإطلاقات بنفوذ الوصية من الكتاب والسنة ، ومقتضاها عدم اشتراطه بالكلّية ، خرج
منها الصورة المجمع عليها ، وبقي الصورة المفروضة تحتها مندرجة. لكن التمسك بمثل
هذه الإطلاقات الواردة في بيان سائر أحكام الوصية دون خصوص الحكم في المسألة لا
يخلو عن مناقشة ، سيّما مع وهنها بتقييدها بشرائط كثيرة ومنها اشتراط القبول ولو
في الجملة ، وظهور كلام هؤلاء الجماعة في عدم استنادهم فيما ذهبوا إليه من عدم
الاشتراط في المسألة إليها بالكلّية ، حيث اتّفقت كلماتهم على أخذهم الحجّة له ما
مرّ من العلّة : من تعذر القبول في هذه الصورة لا غيره ، وهو مشعر بل لعله ظاهر في
أنه لولا هذه العلّة لما كان لهم عن القول بالاشتراط مطلقاً مسرح ولا مندوحة ،
وهذا يعرب عن قوّة الداعي