اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 10 صفحة : 170
مضافاً إلى الخبر
المنجبر قصور سنده بالعمل ، وفيه بعد أن سُئل عن ذلك : « إن الوقف لمن حضر البلد
الذي هو فيه ، وليس لك أن تتبّع من كان غائباً » [1].
وظاهره النهي عن
التتبّع ، وبه أفتى في التنقيح [2] مقيّداً له بصورة وجود المستحق في البلد ، كما هي مورد
الخبر.
خلافاً للشهيدين [3] ، فجوّزاه مطلقاً
؛ ولعلّه للأصل ، وعموم لفظ الوقف ، وضعف النص مع عدم جابرٍ له في محل الفرض ، مع
قوة احتمال عدم دلالة النهي فيه على الحرمة ، بناءً على وروده مورد توهّم الوجوب ،
فلا يفيد سوى الرخصة في الترك ، وهي أعم من الحرمة.
ثم ظاهره أيضاً
كالعبارة وكثير من عبائر الجماعة [4] وجوب الصرف إلى جميع من في البلد ، وهو أحوط ، وإن كان في
تعيّنه نظر ؛ لضعف الخبر ، وعدم العلم بالجابر ، ولا موجب له آخر سوى عموم لفظ
الوقف ، وليس بمراد بالاتّفاق ، والأصل يقتضي جواز الاكتفاء بالبعض ، وعدم وجوب
الاستيعاب ، كما يقتضي عدم وجوب التسوية في القسمة على تقديره ، بلا خلاف يظهر لي
من الأصحاب ، مع احتمال استلزام الاستيعاب المشقّة العظيمة في بعض الأحيان.