اسم الکتاب : بحوث في الفقه المعاصر المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن الجزء : 2 صفحة : 407
( على أقل تقدير )
فيجب ان يتجنب المريض بالايدز طرق عدوى الآخرين.
ثالثاً : يكفينا للاستدلال على الحكم
الشرعي الإلهي حديث ( لا ضرر ولا ضرار ) الذي يوجب على المريض عدم الاضرار
بالآخرين ، ذلك الإضرار الذي يؤدي الى الموت.
وقد يقال أيضاً : إنّ تجنب المريض طرق
العدوى قد يكون واجباً وجوباً الهياً ، ولكن فيما اذا كان احتمال العدوى كبيراً
جداً فإنّ المتخصّصين قد ذكروا : « أنّ درجة شدة سراية المرض أو احتمالات العدوى
من جماع واحد لا تتعدّى نصفاً بالمائة ( أي مرّةً في كلّ مائتي مرة ) الا اذا كان
احد الطرفين مصاباً بمرض تناسلي آخر فتصل نسبة احتمال العدوى الى اثنين بالمائة » [1].
وهذه النسبة لا توجِد وجوباً على المصاب
في تجنب المواقعة الجنسية ، لأنّ كلّ مواقعة جنسية يشكّ المصاب في حرمتها عليه
لضآلة احتمال الاصابة فتكون العملية بالنسبة له محلّلة.
أقول
: صحيح أنّ احتمال الاصابة وإن كان
ضئيلاً إلاّ أنّ المصاب يعلم من الاول بتعدد المقاربات الجنسية ، وهذا التعدد
يقوّي احتمال الاصابة لا محالة ، فمثلاً اذا قارب هذا المصاب زوجته مائتين مرة في
السنة فهناك احتمالات كثيرة :
أولها : أنّ الاصابة وقعت في واحد من
المائتين.
وثانيها : أنّها وقعت في اثنين من
المائتين ... الى وقوع الاصابة في جميع المائتين ، كما يبقى احتمال أنّ الإصابة لا
تقع أصلاً [2].
ونحن يهمنا نفي الاحتمال الأخير حتى
تكون الاصابة متيقّنةً من الاتصالات
[1] رؤية إسلامية
للمشاكل الاجتماعية لمرض الايدز : 17 ، د. احمد رجائي الجندي.
[2] وأمّا ما هو اكبر
الاحتمالات ؟ فالجواب : أنّ أكبر الاحتمالات هو ما كانت له صور متعددة ممكنة ؛ ولمعرفة
ذلك لابدّ من مراجعة نظرية التوزيع ل ( برنولي ) لمعرفة أقوى الاحتمالات ، واذا
عرفنا أقوى الاحتمالات فإنّ هذا لا يجعل الاحتمالات الاُخرى صغيرةً بدرجة يمكن
إهمالها.
اسم الکتاب : بحوث في الفقه المعاصر المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن الجزء : 2 صفحة : 407