اسم الکتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 73
عليّ عليهالسلام فيها :
«
فيا عجباً !! بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاتِه ، لشدّ ما
تشطَّرا ضرعيها ! فصيّرها في حوزةٍ خشناء ... فَمُني الناسُ ـ لعمرُ اللهِ ـ بخبطٍ
وشماس وتلوّن واعتراضٍ ، فصبرتُ على طول المدّة ، وشدّة المحنة حتى إذا مضى لسبيله
جعلها في جماعةٍ زعمَ أني أحدهم فيا لله وللشورى .. »[١].
فكفى بذلك إنكاراً من الإمام عليّ عليهالسلام ، ولا يُقال إذن لماذا سكتَ الإمام ؟
ولماذا قبلَ الدخول في الشورى ؟! فاسمع جوابَه واضحاً صريحاً في نفس الخطبة :
«
أما واللهِ لقد تقمّصها فلان (يعني : أبا
بكر) وإنّه
ليعلم أنَّ محلِّي منها محلُّ القطب من الرحا ، ينحدرُ عنّي السيل ولا يرقى إليَّ
الطير فسدلتُ دونها ثوباً ، وطويتُ عنها كَشْحاً ، وطفقتُ أرتأى بين أن اُصولَ
بيدٍ جَذّاء أو أصبر على طخيةٍ عمياء يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدحُ
فيها مؤمن حتى يلقى ربَّه ..
ثم يقول : فيا لله وللشورى متى اعترض الريب فيَّ مع الأول
منهم حتى صِرتُ أقرن إلى هذه النظائر ! لكنّي أسْفَفْتُ إذ أسفّوا ، وطِرتُ إذ
طاروا ، فصغا رجلٌ منهم لضغْنِه ومالَ الآخرُ لصهره مع هَنٍ وهَنٍ .. الخ »[٢].
فإن قالوا : إنّ هذه الخطبة ربما تكون
غير صحيحة.
[١] نهج البلاغة ، ضبط
الدكتور صبحي الصالح خطبة رقم ٣ : ٤٨. وشرح النهج لابن أبي الحديد ١ : ١٥١.