اسم الکتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 33
خرج حتى أتى رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو بالجُرف
ـ موضع على مسافة من المدينة ـ فقال : « يا نبي الله ؛ زعم المنافقون أنّك إنما
خلفتني أنّك استثقلتني وتخففت مني »
! فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « كذبوا ، ولكني إنما
خلفتك لما ورائي ... أفلا ترضى أن تكون مني ـ يا عليّ ـ بمنزلة هارون من موسى إلاّ
أنه لا نبيَّ بعدي » ! فرجع عليٌّ إلى
المدينة ومضى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
على سفره » [١].
وقد نقل البخاري [٢] ومسلم [٣] المنزلة هذا ، وفي الرواية عن سعد بن
أبي وقاص : قال : « خلّف رسولُ الله عليّاً ـ في بعض مغازيه ـ في المدينة ، فقال
عليٌّ : « يا رسول
الله قد خلفتني مع النساء والصبيان »
؛ فسمعت رسول الله يقول : «
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبوةَ بعدي »[٤].
ومن الاَُمور الملفتة للنظر أن الرسول الأعظم
صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يعبّرُ
عن تلهفه وهواجسه عندما يغيب الإمام عليّ عليهالسلام
عنه ، ويتطلع إلى رؤيته والاطمئنان عليه ، فعن أمّ عطية على ما أخرجه ابن كثير [٥] وحسنه ، قالت : بعثَ النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم جيشاً ، وفيهم عليٌّ. قالت : فسمعتُ
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « اللّهم لا تمتني حتى
تريني عليّاً »[٦].
[١] تاريخ الطبري ٢ :
١٨٢ ـ ١٨٣. والبداية والنهاية ، لابن كثير ٧ : ٣٤٠ وما بعدها.
[٢] التاج الجامع للأصول
، للشيخ منصور عليّ ناصف ٣ : ٣٣٢. قال : رواه الشيخان والترمذي.