ب
ـ المورد الثاني :
وهو ما يتصل بحفظ الرسالة وحمايتها ؛ وذلك عندما أراد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يخرج إلى بعض مغازيه ـ قيل تبوك ـ
ترك الإمام عليّ عليهالسلام
في المدينة خليفةً [٣]
عنه ، لأنّ ابن أُبيّ بن سلول رأس المنافقين كان قد تخلّف في المدينة ، فاقتضى
الموقف أن يُترك الإمام عليّ عليهالسلام
لمواجهة أي تطور غير محسوب قد يهدد دولة الرسول القائد في المدينة ، قال الطبري : «
إنّه لما سارَ رسول الله ـ إلى تبوك ـ تخلّف عنه ابن أُبيّ فيمن تخلف من المنافقين
وأهل الريب ـ وكان عبدالله بن أُبيّ أخا بني عوف ابن الخزرج ـ وعبدالله بن نَبْتَل
أخا بني عمرو بن عوف ، ورفاعة بن زيد بن التابوت أخا بني قينقاع ، وكانوا ـ أي
المذكورون ـ من عظماء المنافقين ، وكانوا ممن يكيد الإسلامَ وأهله.
ـ قال الطبري ـ وفيهم ـ فيما حدثنا ابن
حميد ، قال : حدثنا سلمة عن ابن اسحاق ، عن عمرو بن عبيد عن الحسن البصري ـ أنزل
الله تعالى : (لَقَدِ
ابتَغَواْ الفِتْنَةَ مِن قَبلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الاَُمورَ
.. )[٤] ... وهنا أدرك المنافقون أنَّ بقاء
عليّ في المدينة سيفوّت الفرصة عليهم ـ قال الطبري في تتمة الخبر ـ فأرجف
المنافقون بعليٍّ بن أبي طالب ، وقالوا : ما خلّفه إلاّ استثقالاً له وتخففاً منه.
فلما قال ذلك المنافقون ، أخذ عليٌّ سلاحه ثم