اسم الکتاب : غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام المؤلف : العميدي، السيد ثامر هاشم الجزء : 1 صفحة : 93
الموعود عليهالسلام.
وبعبارة اُخرى إن هناك جملة وافرة من
احاديث الإمام الصادق عليهالسلام
الواردة في مقام التصريح بالهوية ، ومع هذا فلم ينفك عن بعضها الاجمال ، بل انحصرت
في دائرته ؛ إذ لم تشخّص غائبا بالتحديد وإن صرّحت بشيء من هويته. ومع هذا فإنّ
الإجمال المذكور لا يضرّ حتى مع فرض عدم وجود التفصيل ، لأنّه إجمال منحصر بعصور
الأئمة قبل اكتمال تسلسلهم التاريخي ، أو بعبارة أخرى : إن الإجمال المذكور قد
اختزن في داخله نوعاً من التفصيل ، ولكنّه لم يتّضح إلاّ بعد حين ، حتى عاد
الإجمال نفسه في غنى عمّا يوضّحه من خارجه. خصوصاًً إذا ما لوحظ الأسلوب الاول من
التشخيص ، وضُمّ إلى هذا الاجمال.
فتشبيه ظرف الغائب بظرف يوسف عليهالسلام ، كما مرّ في الأسلوب الأول وإن لم
يشخّص لنا من هو الغائب بالتحديد ، إلاّ أنّه بيّن لنا بعد حين مراد الإمام بهذا
لتشبيه ؛ إذ كما فعل إخوة يوسف باخيهم ، فعل جعفر الكذّاب بابن اخيه العسكري عليهالسلام ، خصوصاً مع تاكيد الإمام الصادق عليهالسلام على من سنن الانبياء حاصلة في الغائب
المنتظر حذو القذّة ، وفيها الكثير ممّا يعيّن لنا الغائب بدقّة.
وهكذا الحال في المكوّنات الاُخرى
للوحدة الموضوعية للغيبة ، كذكر الغيبتين ونحو ذلك ممّا سياتي في الباب الثاني ، وإذا
ما حصل الربط بين اجزاء تلك المكوّنات ، من قبيل كون الغائب هو الثاني عشر ، ومنه
التاسع من ولد الحسين عليهالسلام
، تبدّد الإجمال المذكور كليا ؛ لوجود المصداق الواقعي الذي انطبقت عليه جميع تلك
الأخبار ، ولم يتخلّف عنها خبر واحد.
اسم الکتاب : غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام المؤلف : العميدي، السيد ثامر هاشم الجزء : 1 صفحة : 93