responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عجالة المعرفة في اصول الدين المؤلف : الراوندي، الشيخ ظهير الدين    الجزء : 1  صفحة : 42

فَصْلٌ

في الكلام في العَدْلِ والوعدِ والوَعيدِ

الطاعةُ : فِعْلٌ يُعرّضُ العبدَ لِعِوَضٍ مع التَعْظيمِ ، ويُسمّى ذلك العِوَضُ المقارِنُ « ثواباً ».

والمَعْصِيَةُ : فِعْلٌ يُفْضي إلى عِوَضٍ يُقارِنُ الاستخفافَ ، ويُسمّى ذلك « عقاباً ».

والعَبْدُ مخلوقٌ على أنّهُ يَقدرُ على اكتسابِ كِلَي الطرفين ، وإلى ذلكَ أشارَ بقولِهِ تعالى : ( وَهَدَيْناهُ النَّجْدَينِ ) [ الآية ( ١٠ ) من سورة البلد ( ٩٠ ) ] طريق الخَيْرِ ، وطريق الشَرّ.

وَلَوْ لم يَقْدِرْ على ذلك ؛ لما أمَرَهُ اللهُ تعالى ولا نهاهُ ، كما أنّهُ لم يأمرهُ بتغيير هيئاتِهِ ، وألوانِهِ ، وأشكالِهِ ، التي لا يَقْدِرُ الإنسانُ على تَغييرها.

وإذا ثَبَتَ هذا ؛ فالعبدُ مُعَرَّضٌ بالطاعاتِ والتكاليفِ العقليّةِ والشرعيّةِ ، لعوضٍِ مقارنٍ للتعظيم ، وَهُوَ « الثوابُ ».

وهذا هو الذي بيّنّا أنّ العبدَ مخلوقٌ لَهُ ، وَهُوَ أنّهُ خُلِقَ لا لانتفاعِ الخالِقِ ، بل لانتفاعِ الخلقِ.

وكلّما كان النفعُ أجلَّ وأجمَلَ ؛ دلَّ على أنّ فاعلَهُ أجودُ وأكملُ.

وأجلُّ المنافع أنْ تكونَ دائمةً لا تزولُ.

اسم الکتاب : عجالة المعرفة في اصول الدين المؤلف : الراوندي، الشيخ ظهير الدين    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست