اسم الکتاب : رسالة في حديث عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 55
إنه وصيّة وعهد منه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قاله غير مرة ، بعد أن نعى نفسه
الكريمة ، فهو تعيين للوظيفة وبيان للتكليف من بعده ... فأمر باتباع « عترته أهل
بيته » مع « كتاب الله سبحانه » وقال : « لن تضلوا ما إن اتّبعتموهما » ...
ومن ذلك ما ورد في حديث مرض وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد جاء فيه التصريح بلفظ الوصيّة ،
وهو أنه :
« أخذ بيد علي والفضل بن عبّاس فخرج
يعتمد عليهما حتى جلس على المنبر وعليه عصابة ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد ، أيّها الناس ، فماذا تستنكرون
من موت نبيكم؟! ألم ينع إليكم نفسه وينع إليكم أنفسكم؟! أم هل خلد أحد ممن بعث
قبلي فيمن بعثوا إليه فأخلد فيكم؟!
ألا إني لاحق بربي ، وقد تركت فيكم ما
إن تمسكتم به لن تضلّوا ، كتاب الله بين أظهركم تقرأونه صباحاً ومساءً ، فيه ما
تأتون وما تدعون ، فلا تنافسوا ولا تباغضوا ، وكونوا إخواناً كما أمركم الله ، ألا
ثّم أوصيكم بعترتي أهل بيتي » [١].
والجدير بالذكر تعبيره عنهما ـ في بعض
الألفاظ ـ بـ « خليفتين » [٢].
وهذا الحديث دليل واضح على عصمة الذين
أمر باتباعهم من « عترته أهل بيته » لوجوه عديدة منها ما ذكروه حول آية « إطاعة
أولي الأمر » كها عرفت.
الإشارة إلى حديث الأثني عشر
خليفة :
وقد حدد عليه وآله الصلاة والسلام عدد
الذين أمر بالتمسك جمهم في حديث آخر متواتر أجمعوا على روايته ، ذاك حديث « الاثنا
عشر خليفة » وهو أيضاً عهد من رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام ...
أخرج البخاري ومسلم عن جابر بن سمرة قال
ـ واللفظ للأول ـ :