اسم الکتاب : رسالة في حديث عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 43
٤ ـ ومنهم من احتج به للقول بحجية ما
اتّفق عليه الخلفاء الأربعة :
قال البيضاوي : « قال القاضي أبو خازم :
إجماع الخلفاء الأربعة حجة لقوله عليهالسلام
: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي » [١].
قال شارحه السبكي : « ذهب القاضي أبو
خازم من الحنفية ـ بالخاء المعجمةـ وكذا أحمد بن حنبل ـ في إحدى الروايتين ـ إلى
أن إجماع الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي حجة ، مستدلين بما رواه أحمد
وأبو داود وابن ماجة وصححه الترمذي والحاكم في المستدرك ـ وقال : على شرطهما ـ من
قوله : عليكم بسنتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديّين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا
عليها بالنواجذ. الحديث.
فإن قيل : هذا عام في كل الخلفاء
الراشدين.
قيل : المراد الأربعة ، لقوله عليه
الصلاة والسلام : الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثّم تصير ملكاً عضوضاً ، وكانت مدة
الأربعة هذه.
قيل : والصحيح أن المكمل لهذه المدة
الحسن بن علي ، وكانت مدة خلافته أشهر بها تكملت الثلاثون » [٢].
وقال شارحه الأسنوي : « ... وجه الدلالة
: أنه صلى الله عليه [واله] وسلّم أمر باتباع سنة الخلفاء الراشدين كما أمر باتباع
سنته ، والخلفاء الراشدون هم : الخلفاء الأربعة المذكورون. لقوله : الخلافة بعدي
... » [٣].
وقال شارحه البدخشي : « قال القاضي أبو
خازم ... أوجب اتباعهم إيجاب اتباعه ، ولهذا لم يعتد أبو خازم بخلاف زيد بن ثابت
في توريث ذوي الأرحام ، وحكم برد أموال حصلت في بيت مال المعتضد بالله إلى ذوي
الأرحام ، وقبل المعتضد فتواه وأنفذ قضاءه.