وليست نصرة غير الله عزّ وجلّ إلّا
بإقداره ، وكون عليّ حسب النبيّ في النصرة ، لا ينافي حاجة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى غيره ، ولا حاجة عليّ عليهالسلام إلى الناصر بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ هو ككون الله حسبه ، أريد به عدم
الاعتداد بنصرة غيره ؛ لضعفها ، أو لعدم الخلوص التامّ بها ؛ ولذا فرّ المسلمون عن
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في عدّة
مواطن [١] ، فلا يرد
ما أشكله ابن تيميّة ، وقد أساء القول وجاهر بنصبه.
ثمّ إنّ الرواية التي ذكرها المصنّف رحمهالله هنا قد نقلها هو في « منهاج الكرامة »
عن أبي نعيم [٢]
، ونقلها غيره ، كصاحب « كشف الغمّة » [٣]
، عن عزّ الدين عبد الرزّاق المحدّث الحنبلي [٤].
[١] السير والمغازي
ـ لابن إسحاق ـ : ٣٣٢ ، المغازي ـ للواقدي ـ ١ / ٢٣٧ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٣٦٦ ،
تاريخ الطبري ٢ / ٦٩ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٥٢ ، شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٩٣ وج ١٤
/ ٢٧٦ وج ١٥ / ١٩ ـ ٢٥ ، البداية والنهاية ٤ / ٢٣ ، السيرة النبويّة ـ لابن كثير ـ
٣ / ٥٥ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٢٤ ، السيرة الحلبية ٢ / ٥٠٤ وج ٣ / ٦٧.
[٢] منهاج الكرامة :
١٣٥ ، وانظر : ما نزل من القرآن في عليّ ـ لأبي نعيم ـ : ٩٢.
[٤] هو : أبو محمّد
عزّ الدين عبد الرزّاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف الرّسعني الحنبلي ، ولد برأس
عين الخابور سنة ٥٨٩ ، وتوفّي بسنجار سنة ٦٦١ ؛ محدّث ، مفسّر ، فقيه ، متكلّم ،
أديب ، شاعر ، سمع الحديث ببلده وببغداد ودمشق وغيرها ، ولي مشيخة دار الحديث
بالموصل ، من تصانيفه : رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز ، مقتل الشهيد الحسين
، درّة القاري ، مطالع أنوار التنزيل ومفاتح أسرار التأويل ، مختصر الفرق بين
الفرق.
انظر : تذكرة الحفّاظ ٤ /
١٤٥٢ رقم ١١٥٢ ، العبر ٣ / ٣٠٢ ، البداية والنهاية ١٣ / ٢٠٠ ، الذيل على طبقات
الحنابلة ٤ / ٢٢٢ رقم ٣٨٦ ، طبقات المفسّرين ـ للسيوطي ـ : ٥٥ رقم ٥٦ ، طبقات
المفسّرين ـ للداوودي ـ ١ / ٣٠٠ رقم ٢٧٧ ، شذرات الذهب ٥ / ٣٠٥ ، كشف الظنون ١ /
٤٥٢ و ٧٤٣ و ٩١٣ وج ٢ / ١٧١٥.