ـ مع أنّ الدليل مفسّر للمراد فيقدّم
على الظهور ـ إنّا نمنع ظهورها بما ذكره ، بل ظاهرها الخصوص ؛ إذ ليس كلّ مؤمن
متّبعا على الإطلاق ، فتكون « من » للتبعيض لا للبيان.
وحينئذ ، فينبغي إرادة أمير المؤمنين عليهالسلام خاصّة ، حتّى لو لم ترد الرواية
بإرادته ؛ إذ لا اتّباع على الإطلاق من غيره.
وحينئذ ، فتدلّ الآية على إمامته ؛ لأنّ
الاتّباع المطلق يقتضي العصمة ، وهي شرط الإمامة ، ولا عصمة لغيره بالإجماع.
على أنّ الله سبحانه لمّا قرنه بنفسه
المقدّسة ، وأخبر عنه ـ لا غيره من المسلمين ـ بأنّه حسبه ، دلّنا على فضله
وامتيازه على كلّ أحد ، فيكون هو الإمام.
والمراد
: حسبك الله ناصرا [١]
، وعليّ متّبعا ، فلا تذهب نفسك حسرات على من لم يتّبعك.
ويحتمل ـ كما هو الأقرب ـ أن يكون
المراد : إنّهما حسبه في النصرة ، ولا يلزم الشرك كما زعم ابن تيميّة [٢] ؛ لأنّه كقوله تعالى : ( فَإِنَّ
اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ... )[٣][٤].