ومن الواضح أنّ أهل البيت : أهل الذكر ،
بكلا المعنيين ، كما سبق عن إمامنا عليهالسلام[٣] ؛ لأنّهم
أهل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وأهل القرآن ؛ لأنّ علم القرآن عندهم ، وهما الثقلان اللذان لا يفترقان.
والأظهر إرادة المعنى الثاني في قوله
تعالى : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ) ، ولا ينافي إرادة الأوّل دخول رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في أهل
الذكر على الرواية التي نقلها المصنّف رحمهالله
؛ لصحّة إطلاق أهل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
على ما يشمله تغليبا [٤].
وعلى كلا المعنيين ، فأمر الله سبحانه
بسؤالهم ، دليل على أنّ لهم العلم الوافر ، والامتياز والفضل على الناس ، فتكون
الإمامة فيهم ، مع أنّ قوله في الحديث : « والله ، ما سمّي المؤمن مؤمنا إلّا
كرامة لأمير المؤمنين » ، قد تضمّن من بيان الفضل على غيره ما لا يوازيه بيان.
وقريب منه قوله : « هم أهل الذكر ،
والعلم ، والعقل ، والبيان ... » إلى آخره.