لم يحضرني من كتب القوم إلّا اليسير ،
ولا ريب أنّ ما ذكره المصنّف رحمهالله
موجود في بعضها ، ولا قيمة لإنكار الفضل ؛ لما عرّفناك من وجود ما أنكره سابقا [١] ، على قلّة اطّلاعي على كتبهم.
ويؤيّد إرادة أمير المؤمنين عليهالسلام في الآية نزول أشباهها ، أو لازم
معناها فيه ، كالآيات السابقة الدالّة على أنّه المصدّق بالصدق [٢] ، ومن عنده علم الكتاب [٣] ، ووارث الكتاب [٤] ، ومن اصطفاه الله [٥] .. إلى نحوها من الآيات.
فإذا كان هو المراد بالآية ، فلا بدّ أن
يراد بعلمه ـ بأنّ ما أنزل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
حقّ ـ هو العلم الذي لا تختلجه الشكوك ولا تخالطه الأوهام ؛ لأنّه هو الذي يصحّ أن
يمتاز به ، ويصلح أن يمدح عليه.
ولا شكّ أنّ أشدّ الناس يقينا بحقّية
شريعة النبيّ ، أولاهم بإمرتها وحفظها ، كما أنّ من ليس بمنزلته في اليقين أدنى
منه عقلا وفضلا ؛ ولذا عدّه تعالى أعمى ، فقال سبحانه في هذه الآية :( أَفَمَنْ
يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ
[١] راجع مثلا
الصفحات ١١٣ و ١١٧ و ١٣١ و ١٥٠ و ١٨١ و ١٩٠ من هذا الجزء ، وغيرها.
[٢] انظر مبحث الآية
١٩ ، في الصفحات ٦٢ ـ ٦٨ من هذا الجزء.
[٣] انظر مبحث الآية
٢٧ ، في الصفحات ١١٥ ـ ١١٩ من هذا الجزء.
[٤] انظر مبحث الآية
٤٣ ، في الصفحات ٢٠٦ ـ ٢١٠ من هذا الجزء.
[٥] انظر مبحث الآية
٨ ، في ج ٤ / ٤١٧ ـ ٤٢٢ من هذا الكتاب.