فقال عمرو بن العاص : ابعثني يا رسول
الله! فأنفذه ، فهزموه وقتلوا جماعة من أصحابه.
وبقي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أيّاما يدعو عليهم.
ثمّ طلب أمير المؤمنين عليهالسلام وبعثه إليهم ، ودعا له وشيّعه إلى مسجد
الأحزاب ، وأنفذ معه جماعة ، منهم : أبو بكر ، وعمر ، وعمرو بن العاص.
فسار الليل وكمن النهار حتّى استقبل
الوادي من فمه ، فلم يشكّ عمرو بن العاص أنّه يأخذهم ، فقال لأبي بكر : هذه أرض
سباع وذئاب وهي أشدّ علينا من بني سليم ، والمصلحة أن نعلو الوادي ؛ وأراد إفساد
الحال وقال : قل ذلك لأمير المؤمنين ؛ فقال له أبو بكر ، فلم يلتفت إليه.
ثمّ قال لعمر ، فلم يجبه أمير المؤمنين عليهالسلام.
وكبس على القوم الفجر ، فأخذهم ، فأنزل
الله تعالى : ( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ... )[٢]
السورة.
واستقبله النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فنزل أمير المؤمنين ، وقال له النبيّ :
[١] بنو سليم :
قبيلة عظيمة من قيس بن عيلان ، من العدنانية ، تنتسب إلى سليم بن منصور بن عكرمة ،
تتفرّع إلى عدّة عشائر وبطون ، وكانت لهم عدّة منازل منها : عليّة نجد بالقرب من
خيبر ، وحرّة سليم ، وغيرها ، قاتلهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
في عدّة مواطن.