وأمّا
ما حكاه من قول بعضهم : إنّ المراد به هو الله سبحانه [١] ، فغير متّجه ؛ لأنّ ظاهر العطف
التعدّد ، مع أنّه يبعد التعبير عن الله سبحانه ب ( مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ
الْكِتابِ )
، ولا سيّما مع عطفه على لفظ الجلالة ، فإنّه لا يحسن أو لا يصحّ عطف الصفة على
الموصوف.
ولا إشكال بدلالة الآية الكريمة على
إمامة أمير المؤمنين ؛ لاقتضائها فضله الظاهر على غيره ، وعصمته ؛ لجعل الله
سبحانه شهادته كافية في ثبوت نبوّة نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم
، من حيث ظهور فضله ومعرفته وفهمه وكماله وعصمته ، واجتنابه الكذب والنقائص ، حتّى
عدّت شهادته بقرن [٢]
شهادة الله تعالى ، فلا بدّ أن يكون هو الإمام ، ولا سيّما أنّ عنده علم الكتاب.
[٢] القرن : لدة
الرّجل ، ومثله في السّنّ ، ويقال : هو على قرني ، أي على سنّي وعمري ، كالقرين ،
فهما إذا متّحدان ؛ انظر : تاج العروس ١٨ / ٤٤٣ مادّة « قرن ».
والمعنى هنا على المجاز : إنّ
شهادة الإمام عليّ عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي بدرجة شهادة
الله تعالى له ، ومساوقة لها في الأثر.