ويؤيّده الأخبار الكثيرة الآتية في
الآية التاسعة والثلاثين ، الواردة في تفسير الشاهد بقوله تعالى : ( أَفَمَنْ
كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ )[١]
؛ إذ فسّرته بعليّ [٢]
، فإنّها تؤيّد أن يكون الذي عنده علم الكتاب ، المجعول شهيدا مع الله تعالى في
قوله عزّ وجلّ : ( كَفى بِاللهِ شَهِيداً ... وَمَنْ عِنْدَهُ
عِلْمُ الْكِتابِ )[٣] ، هو أمير
المؤمنين.
ويشهد لإرادة عليّ عليهالسلام في الآية ، التعبير عنه ب ( مَنْ
عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ )
، الدالّ على إحاطة علمه بما في الكتاب ـ أعني القرآن ـ كما هو المنصرف ؛ إذ لا
يحيط به علما غير قرينه الذي أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بالتمسّك به معه.
كما يشهد لعدم إرادة ابن سلّام ، ما في
« الدرّ المنثور » ، عن سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وغيرهم ، أنّهم
أخرجوا عن سعيد بن جبير ، أنّه سئل عن قوله تعالى : ( وَمَنْ عِنْدَهُ
عِلْمُ الْكِتابِ )
أهو عبد الله ابن سلّام؟
[٤] الدرّ المنثور ٤
/ ٦٦٩ ، وانظر : الإتقان في علوم القرآن ١ / ٣٦ ، تفسير الثعلبي ٥ / ٣٠٢ ، تفسير
القرطبي ٩ / ٢٢٠ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٠٨ ح ١٠ وزاد فيه : « وعبد الله بن سلّام
أسلم في المدينة بعد الهجرة ».