جهل المعترض أو تجاهل في مقصود المصنّف رحمهالله ؛ فإنّه يستدلّ بالآيات والروايات على
إمامة أمير المؤمنين ؛ إمّا لدلالتها عليها بالمطابقة ، أو بالالتزام ؛ لدلالتها
على أفضليّته المستلزمة للإمامة [١].
وأنت تعلم دلالة هذه الآية على أفضليّة
آل محمّد ؛ لأنّها أوجبت الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وأرادت بها الصلاة عليه وعلى آله معا ، مشيرة بالاكتفاء بذكره إلى أنّه وإيّاهم
كنفس واحدة ، وأنّه منهم وهم منه ، فلا بدّ أن يكونوا أفضل من سائر الأمّة.
على أنّ مجرّد وجوب الصلاة عليهم
كالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم دليل على
أنّ لهم فضلا ومنزلة يستحقّون بها الصلاة وإيجابها على الأمّة كالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكفى بذلك فضلا باذخا.
والمراد
بآل محمّد : « عليّ وفاطمة والحسن والحسين » كما نطقت به الأخبار المتواترة ك «
حديث الكساء » وغيره [٢]
، ولا شكّ أنّ عليّا أفضلهم ، فيكون هو الإمام.
[١] أي إنّ الأدلّة
على إمامة عليّ عليهالسلام
تكون تارة بالدلالة المطابقية ، وهي النصّ ، وأخرى بلوازم الإمامة ، كالعصمة
والأفضلية ؛ وإذا ثبتت أفضليّته على غيره أصبح ذلك صغرى لقاعدة قبح تقديم المفضول
على الفاضل أو الأفضل.
[٢] صحيح مسلم ٧ /
١٢١ و ١٣٠ ، التاريخ الكبير ٢ ق ٢ / ٦٩ رقم ١٧١٩ ، سنن الترمذي ٥ / ٣٢٧ ح ٣٢٠٥ وص
٥٩٦ ذ ح ٣٧٢٤ وص ٦٢١ ح ٣٧٨٧ ، مسند أحمد ١ / ١٨٥ وج ٤ / ١٠٧ وج ٦ / ٢٩٢ و ٢٩٨ و ٣٠٤
، وانظر : ج ٤ / ٣٥٧ وما بعدها من هذا الكتاب.