وكتاب نهج الحقّ وكشف الصدق
أحد كتب العلّامة الحلّي رحمهالله
في الأصولين والفقه ، مع المقارنة بآراء المخالفين في مسائل العلوم الثلاثة ، وهو
من خيرة الكتب المقارنة بين المذاهب الإسلامية.
قال رحمهالله
في المقدّمة : « وقد وضعنا هذا الكتاب الموسوم ب نهج الحقّ وكشف الصدق
طالبين فيه الاختصار وترك الإكثار ، بل اقتصرنا فيه على مسائل ظاهرة معدودة ،
ومطالب واضحة محدودة ، وأوضحت فيه لطائفة المقلّدين من طوائف المخالفين إنكار
رؤسائهم ومقلّديهم القضايا البديهية ، والمكابرة في المشاهدات الحسّيّة ، ودخولهم
تحت فرق السوفسطائية ، وارتكاب الأحكام التي لا يرتضيها لنفسه ذو عقل ورويّة ،
لعلمي بأنّ المنصف منهم إذا وقف على مذهب من يقلّده تبرّأ منه وحاد عنه ، وعرف
أنّه ارتكب الخطأ والزلل ، وخالف الحقّ في القول والعمل.
فإن اعتمدوا الإنصاف ، وتركوا المعاندة
والخلاف ، وراجعوا أذهانهم الصحيحة ، وما تقتضيه جودة القريحة ، ورفضوا تقليد
الآباء ، والاعتماد على أقوال الرؤساء ، الّذين طلبوا اللذّة العاجلة ، وأهملوا
أهوال الآجلة ، حازوا القسط والدنوّ من الإخلاص ، وحصلوا النصيب الأسنى من النجاة
والخلاص ، وإن أبوا إلّا استمرارا على التقليد ، فالويل لهم من نار الوعيد ،