الإمامة والإمام بعد
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثمّ يبحثون عن المعاد ، في مسائل كثيرة
...
هل علم الكلام من أسباب هزائمنا؟
وإذا عرفنا موقع علم الكلام في الإسلام
، ومدى تأثيره في حفظ الدين والشريعة المقدّسة ، فسوف يكون من المقطوع به ضرورة
تعلّم هذا العلم وتطويره ونشره ، فكيف يصحّ القول حينئذ بأنّ علم الكلام من أسباب
هزائم المسلمين أمام أعداء الإسلام؟!
فإنّه طالما بنيت الأصول الاعتقادية على
الحقّ ، وأسّست على الكتاب والسنّة الصحيحة والعقل السليم ، ثمّ قصد بالبحث عنها
الوصول إلى الحقيقة والواقع في كلّ مسألة خلافية ، مع التزام الباحث ـ لا سيّما في
مرحلة إقامة الحجّة على الغير ـ بالعدل والإنصاف والأخلاق الكريمة والقواعد
المقرّرة للمناقشة والمناظرة ، هذه الأمور التي أشار إليها القرآن بقوله : ( بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ )
، كان علم الكلام من خير أسباب صمودنا وثباتنا أمام الأعداء ، ووحدتنا فيما بيننا.
أمّا إذا كان الغرض من علم الكلام
والاستفادة منه هو التغلّب على الخصم ـ ولو بالسبّ والشتم ـ فلا شكّ أنّ هذا
الأسلوب فاشل ، وأنّه سيؤدّي إلى تمزّق المسلمين وتفرّق صفوفهم ، وإلى الهزيمة
أمام الأعداء.
فالقول بأنّه « لقد فشل أسلوب علم
الكلام حتّى الآن » وأنّه « أحد أسباب هزائمنا » [١] على إطلاقه ليس بصحيح.