ثمّ إنّه قد جاء التعبير عن « الجدال
بالباطل » ب « الجدال بغير سلطان » في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ
يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ
كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ )[١] و « السلطان
» هو « الحجّة » سمّيت به لسيطرتها وتسلّطها على القلوب [٢].
ومنه يفهم أنّ المراد من « الجدال
بالحقّ » ، هو « الجدال بالحجّة ».
لكنّ « الحجّة » إنّما يحصل لها «
السلطان » على القلوب إذا كانت ( بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
)[٣] فلذا أمر الله تعالى بذلك ..
و في هذا إشارة إلى آداب البحث
والمناظرة والجدل ..
لقد فسّرت الكلمة ب : الطريقة التي هي
أصلح وأقرب للنتيجة والنفع [٤]
.. وهو تفسير صحيح يتناسب مع المواضع المختلفة التي استعملت فيها الكلمة في القرآن
الكريم ..
قال تعالى : ( وَلا
تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ
أَشُدَّهُ )[٥].