منها : ما يرويه بسنده عن سعيد بن
المسيّب ، عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي : « أنت منّي بمنزلة هارون من
موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ».
قال سعيد : فأحببت أنْ أُشافه بها سعداً
، فلقيت سعداً فحدّثته بما حدّثني به عامر فقال : أنا سمعته ، قلت : أنت سمعته ؟
قال : فوضع إصبعيه على أُذنيه فقال : نعم ، وإلاّ أُستكّتا [١].
في هذا الحديث ، وفي هذا اللفظ نكت يجب
الإلتفات إليها.
وبسند آخر في صحيح مسلم : عن بكير بن
مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص ، عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً
فقال : ما منعك أنْ تسبّ أبا التراب ؟ فقال : أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ له رسول
الله فلن أسبّه ... فذكر الخصال الثلاث ومنها حديث المنزلة [٢].
فهذا حديث المنزلة في الصحيحين ، وأنتم
تعلمون بأنّ المشهور بينهم قطعيّة أحاديث الصحيحين ، فجمهورهم على أنّ جميع أحاديث
الصحيحين مقطوعة الصدور ، ولا مجال للبحث عن
[١] صحيح مسلم ٤ / ١٨٧٠
رقم ٢٤٠٤ ـ دار الفكر ـ بيروت ـ ١٣٩٨ ه.