جـ ـ إنّ
الشروط التي كانت هذه المدرسة وما تمثله من قواعد شعبية في المجتمع الإسلامي ،
تؤمن بها وتتقيد بموجبها في تعيين الإمام والتعرف على كفاءته للإمامة ، شروط شديدة
؛ لأنها تؤمن بأنّ الإمام لا يكون إماماً إلاّ اذا كان أعلم علماء عصره [١].
د ـ إنّ
المدرسة وقواعدها الشعبية كانت تقدم تضحيات كبيرة في سبيل الصمود على عقيدتها في
الإمامة ؛ لأنها كانت في نظر الخلافة المعاصرة لها تشكل خطا عدائياً ، ولو من
الناحية الفكرية على الأقل ، الأمر الذي أدّى إلى قيام السلطات وقتئذٍ وباستمرار
تقريباً حملات من التصفية والتعذيب ، فقتل من قتل ، وسجن من سجن ، ومات في ظلمات
المعتقلات المئات. وهذا يعني أنّ الاعتقاد بإمامة أئمة أهل البيت كان يكلّفهم
غالياً [٢]
، ولم يكن له من الإغراءات سوى ما يحسّ به المعتق أو يفترضه من التقرب إلى الله
تعالى والزلفى عنده.
هـ ـ إنّ
الأئمة الذين دانت هذه القواعد لهم بالإمامة لم يكونوا معزولين عنها ،
والعام. وراجع :
صحاح الأخباري / محمد سراج الدين الرفاعي : ص ٤٤ ، نقلاً عن الامام الصادق
والمذاهب الاربعة / أسد حيدر ١ : ٥٦. وقال ابن حجر في الصواعق المحرقة ص ١٢٠ :
«جعفر الصادق ، نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان ، وانتشر صيته في جميع
البلدان ، وروي عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد وابن جريح ومالك والسفيانين وأبي
حنيفة وشعبة وأيوب السختياني ... ».
[١] كون الإمام أعلم
أهل زمانه أمرٌ متسالم عليه عند الإمامية. راجع : الباب الحادي عشر / العلامة
الحلي ، هذا وقد عرّضوا لأكثر من اختبار صلوات اله وسلامه عليهم لإثبات هذا
المدّعى ، ونحجوا فيه.
راجع : الصواعق
المحرقة لابن حجر : ص ١٢٣ ، فقد نقل تفصيلاً في هذه المسألة عن مسائل يحيى بن أكثم
للإمام الجواد عليهالسلام.
[٢] إنّ الاعتقاد
بإمامة الائمة كلّف أتباعهم غالياً ، وهذا ثابت تاريخياً ، وليس الى إنكاره من
سبيل ، والشاهد يدل على الغائب أيضاً. راجع : مقاتل الطالبين لأبي الفرج الأصفهاني.