responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحث حول المهدي (عج) المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 95

ويلاحظ أنّ ظاهرة الإمامة المبكرة بلغت ذروتها في الإمام المهدي والإمام الجواد ، ونحن نسميها ظاهرة لأنها كانت بالنسبة إلى عدد من آباء المهدي عليه‌السلام تشكل مدلولاً حسيّاً علمياً عاشه المسلمون ، ووعوه في تجربتهم مع الامام بشكل وآخر ، ولا يمكن ان نطالب بإثباتٍ لظاهرة من الظواهر أوضح وأقوى من تجربة أمّة [١].

ونوضح ذلك ضمن النقاط التالية :

أ ـ لم تكن إمامة الإمام من أهل البيت مركزاً من مراكز السلطان والنفوذ التي تنتقل بالوراثة من الأب إلى الابن ، ويدعمها النظام الحاكم كإمامة الخلفاء الفاطميين ، وخلافة الخلفاء العباسيين ، وانما كانت تكتسب ولاء قواعدها الشعبية الواسعة عن طريق التغلغل الروحي ، والإقناع الفكري لتلك القواعد بجدارة هذه الإمامة لزعامة الإسلام ، وقيادته على أسس روحية وفكرية.

ب ـ إنّ هذه القواعد الشعبية بنيت منذ صدر الاسلام ، وازدهرت واتسعت على عهد الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام ، وأصبحت المدرسة التي رعاها هذان الإمامان في داخل هذه القواعد تشكل تياراً فكرياً واسعاً في العالم الاسلامي ، يضم المئات من الفقهاء والمتكلمين والمفسرين والعلماء في مختلف ضروب المعرفة الإسلامية والبشرية المعروفة وقتئذٍ ، حتى قال الحسن بن علي الوشا : إني دخلت مسجد الكوفة فرأيت فيه تسعمائة شيخ [٢] كلهم يقولون حدثنا جعفر بن محمد.


[١] راجع : الإرشاد / الشيخ المفيد : ص ٣١٩ وما بعدها.

الصواعق المحرقة : ص ١٢٣ ـ ١٢٤.

فقد أوردا قصة المحاورة التي دارت بين الإمام الجواد عليه‌السلام وبين يحيى بن أكثم زمن المأمون ، وكيف استطاع الإمام عليه‌السلام أن يثبت أعلميته وقدرته على إفحام الخصم وهو في تلك السن المبكرة.

[٢] راجع : المجالس السنية / السيد الأمين العاملي ٥ : ٢٠٩ ، وهذه قضية مهشورة تناقلها الخاص

اسم الکتاب : بحث حول المهدي (عج) المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست