اسم الکتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 67
ـ فالحال أوضح من أن
يحتاج إلى بيان ؛ لما قلناه سابقاً من أن إثبات بطلان أحد الاحتمالين يعني القطع
بمطابقة الآخر للواقع لاستحالة بطلانهما معاً ، إذ المتيقن هو كون المهدي الموعود
من ولد فاطمة عليهاالسلام
حقاً.
ما ورد معارضاً لكون المهدي من أولاد الحسين عليهالسلام :
لقد اتضح من خلال البحث في طوائف أحاديث
نسب الإمام المهدي ، أنه لابدّ وأن يكون من أولاد الإمام الحسين عليهالسلام ، وقبل بيان مثبتات هذه النتيجة ـ التي
يترتب عليها اعتقاد الشيعة الامامية بأنّ المهدي هو التاسع من صلب الإمام الحسين عليهالسلام ، وأنه قد وُلد حقاً وهو محمد بن الحسن
العسكري عليهالسلام ، لابدّ من
التوقف برهة مع ما ورد معارضاً لذلك في لسان بعض الروايات ـ من طريق أهل السنّة ـ
التي عينت اسم أبي المهدي ب : ( عبدالله ) ، مما نجم عنها اعتقاد بعضهم بأنّ
المهدي هو محمد بن عبدالله ، وأنه لم يولد بعد ، وإنما سيولد قبيل ظهوره في آخر
الزمان.
ولما كان التواتر حاصلاً لمهديٍّ واحد ،
فلابدّ وأن يكون أحد الفريقين ينتظر مهدياً لا واقع له ، وهذا ما يستدعي وجوب
مراجعة كل فريق لأدلّته بمنظار أنها خطأ يحتمل الصواب ، والنظر لما عند الآخر
باعتبار انه صواب يحتمل الخطأ ، وهذا وإن عزّ ، فلا يعدم عند من يسعى لادراك
الصواب ـ قبل فوات الأوان ـ أينما كان.
ولأجل معرفة الصحيح في اسم أبي المهدي
أهو : عبدالله ، أو الحسن ؟ نقول :
أحاديث : « اسم أبيه
اسم أبي » ( عبدالله ) :
نودُّ الاشارة قبل دراسة هذه الأحاديث
إلى أنّ بعض علماء الشيعة
اسم الکتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 67