٢ ـ والشبهة الثانية في هذا المقام ، هي
كيف يكون عذاب القبر وثوابه وليس ثمّة جنة أو نار ؟
الجواب : دلت الآيات والأخبار التي
ذكرناها في أدلة عذاب القبر على وجود الجنة والنار وكونهما مخلوقتين ، ويدلّ على ذلك أيضاً ما روي عن الإمام الصادق عليهالسلام
وقد سئل عن أرواح المؤمنين ، فقال « في حجرات في الجنة ، يأكلون من طعامها ، ويشربون من شرابها »[٢].
وقال عليهالسلام
: «
إن أرواح الكفار في نار جهنم ، يُعرَضون عليها »[٣].
وقال الشيخ الصدوق رحمهالله : اعتقادنا في
الجنة والنار أنهما مخلوقتان ، وأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
قد دخل الجنة ، ورأى النار حين عُرج به ، وأنه لا يخرج أحد من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة أو النار [٤].
وقال النصير الطوسي : والسمع دلّ على أنّ
الجنّة والنار مخلوقتان الآن ، والمعارضات متأولة. وبيّن العلامة في شرحه
موضع الخلاف في ذلك حيث قال : اختلف الناس في أنّ الجنّة والنار هل هما
مخلوقتان الآن أم لا ، فذهب جماعة إلى الأول ، وهو قول أبي علي ، وذهب أبو
هاشم والقاضي إلى أنهما غير مخلوقتين.
احتجّ الأولون بقوله تعالى : (
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )[٥] و (
أُعِدَّتْ