اسم الکتاب : الصحابة في القرآن والسنّة والتاريخ المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 42
ولم يسلم إلاّ بعد
فتح مكة ، فكيف يصح التعميم ؟!
وصفات الرحمة بينهم والشدة على الكفّار
، هي التي أوجبت لهم المغفرة والأجر من الله تعالى ، ومن لا يتصف بهذه الصفات
فخارج موضوعاً عنهم ، وقد حذّرهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
من الاقتتال الداخلي فقال : «
لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعضٍ »[١].
فقد قتل عبدالرحمن بن عديس البلويّ
عثمان بن عفان ، وعبدالرحمن من الذين بايعوا بيعة الرضوان [٢] ، وحارب معاوية الإمام عليّاً عليهالسلام ، بعد أن أهدى إلى قيصر الروم ذهباً
وفضة ليتفرغ إلى حرب الإمام عليّ عليهالسلام[٣] ، فكان
مخالفاً لصفة الذين آمنوا وهي الرحمة بينهم والشدة على أعدائهم ، فقد وادع عدوّه ،
وحارب وليّه. وقتل في معركة صفيّن خيار الصحابة ومن المهاجرين الأوائل ، كعمّار بن
ياسر وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين.
وقتل معاوية الصحابي حُجر بن عديّ ، وقد
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بحقه وحق من قتل معه: «
يقتل بمرج عذراء نفر يغضب لهم أهل السماوات »[٤].
وإذا برّر البعض ما فعله معاوية بأنّه
كان مجتهداً ـ كما سيأتي ـ فلا اجتهاد لبسر بن أرطأة حينما قتل طفلين لعبيدالله بن
العبّاس بن
[١] مسند أحمد ٦ :
١٩. وصحيح البخاري ١ : ٣٩. وصحيح مسلم ١ : ٨٢.