responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشفاعة حقيقة إسلاميّة المؤلف : الأسدي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 43

المُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ) [١].

وهكذا يتضح من خلال هذا السياق : إنّ الذين لا تنفعهم شفاعة الشافعين هم هؤلاء المستقرون في سقر الذين لم يكونوا من المُصلّين ، وكانوا يكذّبون بيوم الدين ، حتى أتاهم اليقين حين وجدوا أنفسهم في سقر فلا تنفعهم بعد صفاتهم تلك شفاعة الشافعين.

بعد هذا العرض السريع للإشكالات التي يوردها النافون للشفاعة والردود عليها ، يتضح أنّ الشفاعة ليست من الاُمور التي تقع ضمن دائرة الاثنينية في الجزاء الإلهي ، والمقصود بالاثنينية « تعدد الجزاء مع وحدة الفعل » ولا هي متناقضة مع عدالة الله بل هي تثبيت لهذا العدل باعتبارها كانت وعداً تقدم والجزاء به هو وفاء لذلك الوعد.

كما أنّها ليست ناتجة عن علم جديد أو انصراف عن فعل مقرر من قبل ، بل هي علم سابق وفعل مقرر ، وهي أيضاً لا توجب الجرأة على المعصية بل توجب الحيطة والحذر ، والخشية من ارتكاب الذنب ، إذ لم تُصرح الآيات بجميع الذنوب التي تقبل فيها الشفاعة.

وهي أخيراً ثابتة موجودة ، لكنها لا تنال بعض الأصناف من الناس الذين وردت صفاتهم في القرآن الكريم ، وأنّها لا تحصل إلاّ بإذن الله تعالى ورضاه.

قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام عن آبائه الطيبين الطاهرين عن


[١] المدثر ٧٤ : ٣٨ ـ ٤٨.

اسم الکتاب : الشفاعة حقيقة إسلاميّة المؤلف : الأسدي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست