اسم الکتاب : الشفاعة حقيقة إسلاميّة المؤلف : الأسدي، محمد هادي الجزء : 1 صفحة : 42
بِإِذْنِهِ ... )[١] ، وقوله تعالى ( ... إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ... )[٢] ، ولكن هذهِ الآيات وغيرها لا تدل دلالة قطعية على وقوع الشفاعة وحصولها اليقيني ، فالقرآن الكريم ينفي الشفاعة آونة ، ويقيّدها أُخرى برضا الله سبحانه وتعالى ، ويذكر القرآن الكريم مرة اُخرى أنّ الشفاعة لا تنفع ، كقوله تعالى ( ... فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)[٣].
والجواب عليه
إنّ ملخص الجواب هو أنّ الآيات التي يُستدل بها على نفي الشفاعة ، لا تنفي الشفاعة مطلقاً ، بل إنّها تنفيها عن بعض الناس وقد وردت هذه الاستثناءات في آيات عديدة.
أما فيما يتعلق بالقيود الموجودة في حصول الشفاعة من جهة ، وقبولها من جهة أخرى ، فإنّ ذلك لا يعني نفيها بل يؤكد وقوعها واثباتها ، على خلاف ما ادّعاه النافون من أنّها لا تنفع ، مُستدليّن على ذلك ، بقوله تعالى : ( ... فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)[٤].
وهذا الاستدلال غير صحيح ؛ لأنّ سياق الآيات التي تسبق هذه الآية تتحدث كلّها عن المجرمين المستقرين في سقر ، حيثُ تقول الآيات : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ) ثم تقول الآيات الشريفة : (عَنِ المُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ