اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 92
فمن كان على علم بما سيكون من بعده ، وهو
أشفق الناس على أمّته وشريعته ... كيف يترك الامّة بلا راع والشريعة بلا حافظ؟
ولو سلّمنا أنّه لم يفعل ذلك إيكالاً
إلى الصحابة فالمفروض قيام الصحابة بأمر التعيين ، لكنّ الواقع غير ما قصده النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بحسب الفرض.
قوله (٣٥٩)
:
(
ثم عدم النص الجليّ معلوم قطعاً ، لأنه لو وجد لتواتر ولم يكن سترة عادةً إذ هو ما
تتوفّر الدواعي إلى نقله ، وأيضاً : لو وجد نص جلي على إمامة علي لمنع به غيره ...
ثم لا يحتج علي عليهم بذلك النص الجليّ ... )
أقول :
إنّ النص الجلي على إمامة علي عليهالسلام معلوم قطعاً ، أمّا عن طريق أئمة أهل
البيت عليهالسلام وأتباعهم
فواضح ، وأمّا ع طريق المخالفين ، فكذلك كما ستعرف بعضه بالرغم م كثرة الدواعي على
إخفائه وتوفّر الموانع عن نقله ونشره.
أمّا أنه لو وجد لمنع به علي غيره من
الإمامة به على الصحابة ...
فالجواب : إنه لم يكن حاضراً في السقيفة
حتى يمنع أو يحتج ، لاشتغاله بأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ولم يفرغ من ذلك إلاّ وقد نودي بالإمامة لأبي بكر وحمل الناس على بيعته ، فلم
يبق له ـ والحال هذه ـ طريق إلى « منع غيره عن الإمامة والإحتجاج عليه ».
فلو سلّم عدم احتجاجه عليهم هذه المدة
فالسبب عدم إتاحة فرصة له بذلك ، ولذا تراه يحتج كلّما سنحت له الفرصة ، ومن مواقف
احتجاجه المشهورة يوم الشورى ، حيث كان احتجاجه المعروف المروي في كتب الفريقين [١] ، والدال
[١] المناشدة يوم
الشورى معروفة ، رواها : كبار العلماء من الفريقين فهي متفق عليها ، وممن رواها من
اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 92