اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 404
تكن مخالفته عن
الاجتهاد فلا يضرّ الإجماع ...
فإن قلت : فحينئذٍ قد مات هو رضي الله
عنه شاقّ عصا المسلمين مفارق الجماعة وقد قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ]
وأصحابه وسلّم : لم يفارق الجماعة أحد ومات إلاّ مات ميتة الجاهلية. رواه البخاري.
والصحابة لا سيّما مثل سعد برآء عن موت الجاهلية.
قلت : هب أنّ مخالفة الإجماع كذلك ، إلاّ
أنّ سعداً شهد بدراً على ما في صحيح مسلم ، والبدريّون غير مؤاخذين بذنب ، مثلهم
كمثل التائب وإن عظمت المصيبة ، لما أعطاهم الله تعالى من المنزلة الرفيعة برحمته
الخاصة بهم. وأيضاً : هو عقبي ممّن بايع في العقبة ، وقد وعدهم رسول الله صلّى
الله عليه [ وآله ] وأصحابه وسلّم الجنّة والمغفرة. فإيّاك وسوء الظنّ بهذا الصنيع.
فاحفظ الأدب ... » [١].
ولو تنزّلنا عن قضية سعد بن عبادة ، فما
الجواب عن تخلّف الصدّيقة الزهراء عليهاالسلام؟!
وهي من الصحابة ، بل بضعة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فإذا كان الصحابة ـ لا سيّما مثل سعد ـ
برآء عن موت الجاهلية ، فما ظنّك بالزهراء التي قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني
» [٢] وقال : «
فاطمة بضعة منّي ، يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها » [٣]. وقال : « فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة
إلاّ مريم بنت عمران » [٤]
هذه الأحاديث التي استدلّ بها الحافظ السهيلي وغيره من الحفّاظ على أنّها أفضل من
الشيخين فضلاً عن غيرهما [٥].