اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 332
فالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
أمربخروج أبي بكر مع أُسامة ، وقال في آخر لحظةٍ من حياته : « أنفِذوا بعث أُسامة »
بل في بعض المصادر « لعن الله من تخلّف عن بعث أُسامة » [١].
هذا أوّلاً :
وثانياً : لقد جاء في صريح بعض الروايات
كون أبي بكر غائباً عن المدينة. ففي ( سنن أبي داود ) عن ابن زمعة : « وكان أبوبكر
غائباً ، فقلت : يا عمر ، قم فصلّ بالناس ».
وثالثاً : في كثير من ألفاظ الحديث «
فأرسلنا إلى أبي بكر » ونحو ذلك ، ممّا هو ظاهر في كونه غائباً.
وعلى كلّ حال فالنبي الذي بعث أُسامة ، وأكّد
على بعثه ، بل لعن من تخلفّ عنه ... لا يعود فيأمر بعض من معه بالصلاة بالناس ، وقد
عرفت أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إذا غاب
أو لم يمكنه الحضور للصلاة استخلف واحداً من المسلمين وإنْ كان ابن أُمّ مكتوم
الأعمى.
٢ ـ التزامه بالحضور للصلاة بنفسه ما أمكنه :
وكما ذكرنا فالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ما كان يستخلف للصلاة إلاّ في حال
خروجه عن المدينة ، أو في حالٍ لم يمكنه الخروج معها إلى الصلاة ... وإلاّ فقد كان
صلىاللهعليهوآلهوسلم ملتزماً
بالحضور بنفسه ... ويدّل عليه ما جاء في بعض الأحاديث أنّه لَمّا ثقل قال : «
أصلّى الناس؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك. قال : ضعوا لي ماءً ... » فوضعوا له ماءً
فاغتسل ، فذهب لينوء
[١] شرح المواقف ٨/٣٧٦
الملل والنحل ١/٢٩ لأبي الفتح الشهرستاني ، المتوفّى سنة ٤٥٨ هـ ، توجد ترجمته
والثناء عليه في : وفيات الأعيان ١/٦١٠ ، تذكرة الحفّاظ ٤/١٠٤ طبقات الشافعية
للسبكي ٤/٨٧ ، شذرات الذهب ٤/١٤٩ ، مرآة الجنان ٣/٢٨٩ وغيرها.
اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 332