اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 28
أحق بها من غيري ، ووالله
لأسلّمنَّ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور إلاّ عليّ خاصّة ، إلتماساً لأَجر
ذلك وفضله ، وزهداً فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه » [١].
فهو عليهالسلام
في هذا الكلام أيضاً يصرّح بأنه أحقّ بالامامة من غيره مطلقاً ، ويقول للقوم
بأنّكم عالمون بذلك ، ولم يقل قوله : « والله لأَسلمنّ ... » إلاّ بعد أن ناشد
القوم بحقّه ، وبعد أن هدّدوه بالقتل إن لم يبايع :
يقول ابن أبي الحديد : « ونحن نذكر ـ في
هذا الموضع ـ ما استفاض من الروايات من مناشدته أصحاب الشورى ، وتعديده فضائله
وخصائصه ، التي بان بها منهم ومن غيرهم. وقد روى الناس ذلك فأكثروا ، والذي صحّ
عندنا أنه لم يكن الأمر كما روي من تلك التعديدات الطويلة ، ولكنه قال لهم ، بعد
أن بايع عبدالرحمن والحاضرون عثمان ، وتلكّأ هو عليهالسلام
عن البيعة :
إنّ لنا حقّاً إن نعطه نأخذه ، وإن
نمنعه نركب أعجاز الإبل وإن طال السرى ـ في كلام ذكره أهل السيرة ، وقد أوردنا
بعضه فيما تقدم ـ ثم قال لهم :
أنشدكم الله ، أفيكم أحد آخى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بينه وبين نفسه حيث آخى بين المسلمين
وبعضٍ ، غيري؟
فقالوا : لا.
فقال : أفيكم أحد قال له رسول الله : من
كنت مولاه فهذا مولاه ، غيري؟
فقالوا : لا.
فقال : أفيكم أحد قال له رسول الله : أنت
مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي ، غيري؟