اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 26
ووجدنا في أهل السنة المعاصرين من يخالف
أسلافه في إنكار النص ، إنما يصحّح خلافة من تقدّم على علي بدعوى تنازل الإمام عن
الامامة ، وهو في هذا تبع للمعتزلة ... وسيأتي كلامه.
متى بايع عليّ؟
قد ثبت أنّه بايع بعد وفاة الزهراء ، وبعد
انصراف وجوه الناس عنه ... كما في نصّ الحديث ... وكانت المدّة ستة أشهر ... وتفيد
الأحاديث : أنّ الزهراء لو بقيت أضعاف هذه المدّة لما بايعت ولما بايع علي ... ولكنّها
لحقت بأبيها ، وبقي على وحده ، فاضطّر إلى البيعة ، قال :
« فنظرت فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي
، فضننت بهم عن الموت وأغضيت على القذى ، وشربت على الشجا ، وصبرت على أخذ الكظم ،
وعلى أمرّ من طعم العلقم » [١].
وقال : « اللّهم إني استعديك على قريش
ومن أعانهم ، فإنّهم قد قطعوا رحمي ، وأكفؤوا إنائي ، وأجمعوا على منازعتي حقاً
كنت أولى به من غيري ، وقالوا : ألا إنّ في الحق أن تأخذه ، وفي الحق أن تمنعه ، فاصبر
مغموماً ، أو مت متأسّفاً. فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا ذاب ولا مساعد ، إلاّ أهل
بيتي ، فضننت بهم عن المنيّة ، فأغضيت على القذى ، وجرعت ريقي على الشجا ، وصبرت
من كاظم الغيظ على أمرّ من العلقم ، وآلم للقلب من وخز الشغار » [٢].
وقال في كتابٍ له إلى معاوية :
« وزعمت أني لكلّ الخلفاء حسدت ، وعلى
كلّهم بغيت ، فإن يكن ذلك