اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 203
فظهر أن لا قرينيّة للآية : ( يا أيّها
الذين آمنوا لا تتخذوا ... )
بالنسبة إلى الآية : ( إنما وليّكم الله ...
) وأمّا الآية
التي بعدها وهي : ( ومن يتولّ الله ورسوله ... ) فهي مناسبة لكون المراد هو « الأولوية
بالتصرّف » بكلّ وضوح ، لأنّ المراد بتولي الله ورسوله والذين آمنوا هو اتخاذهم
أولياء والقول بولايتهم بالمعنى الذي أريد من « الولي » في قوله : ( انما
وليّكم الله ... )
فكيف لا تحصل المناسبة؟
وإذا ارتفعت هذه الشبهة ... والآية
نازلة في أمير المؤمنين باتفاق المفسرين ـ لم يعبأ باحتمال كون « الواو » في « وهم
راكعون » عاطفة لا حاليّة ... إذ المراد هو الامام علي عليهالسلام الذي تصدّق بخاتمة وهو راكع.
نعم هنا اشكال أنّ ( ( الذين
آمنوا ) صيغة جمع فلا يصرف إلى الواحد إلاّ بدليل ).
والجواب : إنّ الدليل هو إتفاق
المفسّرين الذي اعترفوا به ، ونظائره في القرآن كثيرة ...
وإلى هنا ظهر تماميّة الاستدلال بالآية
المباركة ... ويبقى ما ذكره بقوله : ـ ( إنّ ظاهر الآية ثبوت الولاية بالفعل وفي
الحال ... ).
وقد أخذه من شيخه العضد حيث قال : «
المراد هو الناصر وإلاّ دلّ على إمامته حال حياة الرّسول » [١].
وقد ذكرنا في جوابه : إنّ التصرّف من
شؤون صاحب الولاية ، سواء كان نبياً أو وصي نبي ، فقد يكون حاصلاً له بالفعل وقد
لا يكون وقد لا يحصل كما وقع بالنسبة إلى كثير من الأنبياء والأوصياء ... فالمقصود
بالاستدلال إثبات الولاية لأمير المؤمنين عليهالسلام
، وأمّا فعليّة التصرّف فقد يقال بحصولها له في حياة النبي أيضاً ونفوذه إلاّ
حيثما لا يرضى النّبي ، وهو لا يفعل ما لا يرضاه قطعاً.