اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 178
أقول :
قد عرفت تنصيصه على أنّ النّص منتف في
حقّ أبي بكر ، أمّا هنا فلم ينص على ذلك ، ولعلّه لئلاً يورد عليه في استدلاله
ببعض النّصوص المزعومة في أبي بكر.
وهذه النصوص التي قد يستدلّ بها على
إمامة أبي بكر هي من موضوعات شرذمةٍ من الناس عرفوا بـ ( البكرية ) ، وضعوا أحاديث
في فضل أبي بكر ... نصّ على وضعها علماء أهل السنّة حتى المتعصّب منهم كابن الجوزي
في كتابه ( الموضوعات ).
لكن لا يخفى أنها حتى لو تمّت سنداً
ودلالةً لا تكون حجة على أصحابنا ، لانفراد أولئك بنقلها ... بخلاف اصحابنا فإنّهم
لا يستدلّون إلاّ بما جاء في كتب أهل السنّة ، بالاضافة إلى وجوده عندنا بطرقنا.
وعلى الجملة فالقوم معترفون بعدم النّص
على أبي بكر ، لكنهم يستدلّون لعدم النصّ من النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
مطلقاً بعمل الأصحاب بناء على حسن الظّن بهم.
قال ( ٢٥٩)
:
(
ثمّ استدلّ أهل الحق بطريقين :
أحدهما
: ـ إنّه لو كان نص جلّي ظاهر المراد في مثل هذا الأمر الخطير المتعلّق بمصالح
الدين والدنيا لعامّة الخلق لتواتر واشتهر فيما بين الصّحابة ... فإن قيل : علموا
ذلك وكتموه لأغراضٍ لهم في ذلك ... كحبّ الرياسة والحقد على علي لقتله آباءهم
وعشائرهم وحسدهم إيّاه. وترك علي المحاجّة به تقيةً وخوفاً ... قلنا : من كان له
حظ من الديانة والإنصاف علم قطعاً براءة أصحاب رسول الله وجلالة أقدارهم عن مخالفة
أمره في مثل هذا الخطب الجليل ، ومتابعة الهوى وترك الدّليل ...
الثاني
: ـ روايات وأمارات تفيد باجتماعها القطع بعدم النص ، وهي كثيرة
اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 178