اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 169
قصد.
ثمّ ـ وليت شعري ـ بأيّ طريق نقلت الشّريعة إلى الشيعة من الإمام الذي لا يوجد منه
إلاّ الاسم ).
أقول :
لو سلّمنا كفاية الظن في البعض ، فالرجوع
في القطعي إلى أهل التواتر مع احتمال السّهو عليهم لا يفيد ، سلّمنا أنه لا يجوز
عليهم السّهو فما المانع من عدولهم من النقل تعمّداً لبعض الأغراض والدواعي؟ وكذا
الكلام في الرجوع إلى جميع الأمة ، ودعوى عصمتهم عن الخطأ ممنوعة ، لانّ ما جاز
على آحاد الأمة جائز على جميعها.
وأمّا الشّريعة فقد انتقلت إلى الشّيعة
عن الأئمّة السابقين على الغائب عليهالسلام
، وهو حي موجود ينتفع به كالانتفاع بالشمس خلف السحاب.
هذا ، واعلم أنّ جميع هذه الشبهات التي
طرحها السّعد حول هذه الأدلة إنّما هي مأخوذة من كتاب ( المغني في الإمامة )
للقاضي عبدالجبار بن أحمد المعتزلي ، فالقوم في الردّ على الشّيعة عيال على
المعتزلة ، لكن أصحابنا أجابوا عنها بأجوبة كافية شافية ، كما لا يخفى على من راجع
( الشافي ) و ( تلخيصه ) وغيرهما.
ثم إنّه يدل على اعتبار العصمة في
الإمام من السنّة أحاديث ، منها : حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين ، وحديث : «
علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض » [١] فإنّه يفيد ثلاثة أمور : أحدها : معنى
العصمة وهو عدم التخطّي عن القرآن. والثاني : اشتراط هذا المعنى في الامام.
والثالث : وجوده في علي عليهالسلام.
قال (٢٥٢)
:
(
وأمّا اشتراط المعجزة والعلم بالمغيّبات ... فمن الخرافات ).
أقول :
[١] أخرجه الحاكم في
المستدرك ٣/١٢٤ والذهبي في تلخيصه وصحّحاه.
اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 169