الأدلة على عدم جواز إمامة المفضول مع
وجود الفاضل كثيرة مذكورة في الكتب المفصّلة وقد ذكرنا بعضها سابقاً ، لا حاجة إلى
إيرادها هاهنا بعد أن قال الشارح ٣٦٥ في توجيه جعل الشورى بين الستة :
« وانما جعلها شورى بينهم لأنّه رآهم
أفضل ممّن عداهم وأنه لا يصلح للإمامة غيرهم ».
وقال ابن تيمية :
« تولية المفضول مع وجود الأفضل ظلم
عظيم ... » [١].
وقال محبّ الدّين الطبري : « قولنا : لا
ينعقد ولاية المفضول عند وجود الأفضل » [٢].
وكذا قال غيرهم.
فظهر أن القول بمنع إمامة المفضول متفق
عليه بين الإمامية وغيرهم ، فيكون إمامته باطلةً بالكتاب والسنة والعقل والإجماع.
وحيث أن ظاهر الماتن والشارح هنا هو
التوقف عن تجويز إمامة المفضول ، وقد كانا غير جازمين بأفضلية أبي بكر ، كان
اللازم عليهما عدم الجزم بحقية خلافة