اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 14
عدةً من الأعلام
المشهورين ، وعلى رأسهم سعد الدين التفتازاني. فألّف الايجي كتاب ( المواقف )
وألّف التفتازاني كتاب ( المقاصد ).
وهذان الكتابان ينظران في بحوثهما إلى (
التجريد ) كما لا يخفى على من قارن بينه وبين الكتابين ، لكنّهما لم يصرّحا بذلك.
لكنّا نرى التفتازاني عندما لم يتمالك نفسه ، فيضطّر الى ذكر ( التجريد ) ومؤلّفه
، يذكرهما بسوء أدبٍ ، ممّا يدل على مدى تغيّظه ويكشف عن حقده ، فيقول :
« ومن العجائب أن بعض المتأخرين من
المتشغّبين ، الذين لم يروا أحداً من المحدّثين ، ولا رووا حديثاً في أمر الدين ، ملأوا
كتبهم من أمثال هذه الأخبار والمطاعن في الصّحابة الأخيار ، وإن شئت فانظر في كتاب
التجريد المنسوب إلى الحكيم نصير الطوسي ، كيف نصر الأباطيل وقرّر الأكاذيب؟
والعظماء من عترة النبي وأولاد الوصي الموسومون بالدراية ، المعصومون في الرواية ،
لم يكن معهم هذه الأحقاد والتعصّبات » [١].
٣ ـ مدرسة
ابن تيمية في بلاد الشام :
وفي الشام أسّس أحمد بن عبد الحليم
الحراني المعروف بابن تيميّة المتوفى سنة ٧٢٨ مدرسته المشتهرة باسمه ، والتي أنجبت
ثلّةً من العلماء وعلى رأسهم : محمد بن أبي بكر الدمشقي المعروف بابن قيّم
الجوزيّة المتوفى سنة ٧٥١.
وقد اشتهر من كتب ابن تيميّة كتابه الذي
أسماه ( منهاج السنّة ) ألّفه رداً على كتاب ( منهاج الكرامة ) للعلامة الحلّي
المذكور آنفاً ... فتجاوز فيه جميع الحدود الشرعيّة والآداب الاسلامية ، ولم يخل
منه ورقة من أنواع السبّ والشّتم ، للحلّي وشيخه الطّوسي ، حتى قال في موضعٍ من
كتابه :
« إنّ هذا الرّجل قد اشتهر عند الخاص
والعام أنّه كان وزير الملاحدة