اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 129
وأيضاً ، فلو كان علي عليهالسلام أحبّ اليه في بعض الأشياء كان غيره أحب
إليه في البعض الآخر ، وحينئذٍ لم يكن وجه لأن يردّ أنس علياً عليهالسلام في كلّ مرة يأتي إلى الباب قائلاً : «
رسول الله على حاجة » ثم يعتذر بأنه كان يرجو أن يكون الدعاء لرجل من قومه الأنصار!
وبعد ، فلو كان يتطرّق هذه الشبهة
فلماذا استدل بالكتاب باطلاق ( الأتقى
) في قوله تعالى ( سيجنّبها الأتقى )؟ ولماذا استدل باطلاق ما نسبه إلى
النبي من قوله : « خير أمتي ... »؟
فظهر أن علياً عليهالسلام ـ حسب دلالة هذا الحديث ـ أحب جميع
الخلق إلى الله ورسوله ، وكلّ من كان أحب الخلق إلى الله ورسوله فهو أفضل من
جميعهم عندهما ، وكلّ من كان كذلك فهو متعين للخلافة عندهما ، فعلي عليهالسلام متعين لها عندهما.
علي خير الخلق
قوله (٣٦٨) :
(
الثالث : قوله عليهالسلام في ذي الثدية ، يقتله
خير الخلق ، وفي رواية : خير هذه الأمة ، وقد قتله علي. وأجيب : بأنه ما باشر قتله
... ).
أقول :
لا يخفى قبولهما الحديث سنداً ، واضطرابهما
في الجواب عنه دلالة ، فالماتن ذكر وجهين :
أحدهما : بأنه ما باشر قتله فيكون من
باشره من أصحابه خيراً منه ، وجوابه ما في كلام الشارح من أن الصواب أن علياً قتله
، والعجب من الماتن كيف يحمل الكلام هنا على المباشرة ولا يحمله فيما ادّعاه لأبي
بكر عليها؟
وثانيهما : دعوى أن عموم الحديث مخصوص
بالنبي ، فيضعف حينئذٍ عمومه للباقي. وفيه ـ مضافاً إلى عدم ارتضاء الشارح له ـ إن
الكلام غير شامل
اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 129