اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 119
أقول :
إنّه لم يذكر « الأفضليّة » في الشروط
المعتبرة في الإمام المذكورة سابقاً ، ولا يقول بقبح تقديم المفضول كما سيأتي ، فلماذا
يتعب نفسه بإيراد أشياء لو تمّت فانّها من طريق أبناء طائفته وليست بحجة عند
المناظرة؟ مع أن كلامه في نهاية البحث كالصريح في عدم جزمه بأفضلية أبي بكر ، بل
إنّ قولهم بعدم قبح تقديم المفضول يشهد بعدم أفضليته وعدم تمامية ما استدل به
لإثباتها ...! لكن أصحابنا إنما يستدلّون بالأحاديث الصحيحة المتفق عليها بين
الفريقين ـ كما هو القانون المتّبع في البحث والمناظرة ـ على أفضلية علي ويقولون
بقبح تقدّم المفضول.
ثمّ إنّ أئمة أهل البيت مجمعون على أنّ
علياً عليهالسلام أفضل الناس
بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وإجماعهم حجّة ، وعلى ذلك أيضاً جماعة كبيرة من أعلام الصحابة كما ذكر ابن عبدالبر
بترجمة الإمام عليهالسلام
من ( الإستيعاب ). فلننظر فيما أورده دليلاً على أفضلية أبي بكر :
ما استدل به
لأفضليّة أبي
بكر
قوله (٣٦٦)
:
(
الأوّل : قوله تعالى : ( وسيجنّبها الأتقى
الذي يؤتي ماله يتزكى ) قال أكثر المفسرين
واعتمد عليه العلماء : إنما نزلت في أبي بكر ... ).
أقول :
الإستدلال بهذه الآية كذلك مذكور في بعض
كتب المتقدّمين ، وقد أصرّ عليه في تفسير الرازي ، لكنّه موقوف على نزول الآية في
شأن أبي بكر.
قوله : « قال أكثر المفسّرين » دالّ على
عدم الإتفاق عليه فيما بينهم. هذا أوّلاً.
وثانياً : أنه ليس هذا القول إلاّ لآل
الزبير ، وانحرافهم عن أمير المؤمنين عليهالسلام
معروف.
مضافاً إلى أن سند الخبر غير معتبر ، قال
الحافظ الهيثمي : « وعن عبدالله بن
اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 119