responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل المؤلف : مكي العاملي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 326

الرابع - التأويل

إِنَّ المعتزلة هم المشهورون بهذه النظرية حيث يفسرون اليد بالنعمة و القدرة، و الإِستواء بالإِستيلاء و إظهار القدرة. و سيظهر حقيقة التأويل في هذه الآية عندما نورد عبارات تفسير (الكتشاف) الذي أَلف على نمط اعتزالي.

و يلاحظ عليهم: إِنَّ تأويل نصوص الآيات و ظواهرها مع قطع النظر عن مورد الصفات الخبرية، ليس بأقل خطراً من نظرية الإِثبات، إذ ربما ينتهي التأويل إلى الإِلحاد و إنكار الشريعة[1].

و ما أقبح قول من يقول: «إنَّ ظاهر القرآن يخالف العقل الصحيح، فيجب ترك النَّقل لأجل صريح العقل».

أو يقول: «التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب و السنَّة من غير بصيرة، هو أصل الضلالة، فقالوا بالتشبيه و التجسيم و الجهة عملا بظاهر قوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ استَوىَ)[2].

وذلك لأنه لا توجد آية في الكتاب العزيز يخالف ظاهرها صريح العقل، فإنَّ ما يتخيلونه ظاهراً ليس بظاهر، بل الآية ظاهرة في غير ما تصوروه، وإنما خلطوا الظاهر الحرفي بالظاهر الجُمَلي. فإنَّ اليد مفردة ظاهرة في العضو الخاص وليست كذلك فيما إذا حفّت بها القرائن وجعلتها ظاهرة في معنى آخر. فإنَّ قول القائل في مدح إنسان: إنَّه «باسط اليد»، أو في ذمه بأنه «قابض اليد»، ليس ظاهراً في اليد العضوية الّتي أسميناها بالمعنى الحرفي بل ظاهر في البذل والعطاء أو في البخل والإِقتار وربما يكون مقطوع اليد. وحمل الجملة على غير ذلك المعنى، حمل على غيرظاهرها.


[1] قد استوفى الشيخ الأستاذ دام ظله الكلام في أقسام التأويل في مقدمة الجزء الخامس من موسوعته القرآنية «مفاهيم القرآن» ص 12 - 16.
[2] شرح أم البراهين، ص 82 - كما في علاقة الإِثبات و التفويض، ص 67.

اسم الکتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل المؤلف : مكي العاملي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 326
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست