و كيف لا يكون سيدنا المسيح كلمة الله مع أنه يكشف عن قدرةِ الله سبحانه على خلق الإِنسان في الرحم من دون لقاء بين أُنثى و ذكر، ولأجل ذلك عدّ وجوده آية و معجزة.
و في ضوء هذا الأصل يَعُدّ سبحانه كل ما في الكون من كلماته و يقول: (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا)[2].
يقول علي ـ عليه السَّلام ـ : «يَقُول لِما أَرادَ كَوْنَهُ: كُنْ، فَيَكُونْ. لا بِصَوْت يَقْرَع، و لا بِنداء يُسْمع، و إِنَّما كلامُه سبحانَهُ فِعْلٌ منه، أَنشأه و مثّلهُ، لم يكن من قبل ذلك كائناً، و لو كان قديماً لكان إِلهاً ثانياً»[4].
و قد نقل عنه ـ عليه السَّلام ـ أنَّه قال مبيّناً عظمة خلقة الإِنسان:
أتزعم أنّكَ جرمٌ صغيرٌ * و فيكَ انطوى العالُمُ الأكبرُ
و أنتَ الكتابُ المبينُ الذي * بأحرُفِهِ يَظْهَرُ المُضْمَرُ
فكل ما في صحيفة الكون من الموجودات الإِمكانية كلماته، و تخبر عمّا في المبدأ من كمال و جمال و علم و قدرة.
و هناك كلام للعلامة الطباطبائي ـ قدس سره ـ نأتي بخلاصته:
[1] سورة النساء: الآية 171. [2] سورة الكهف: الآية 109. [3] سورة لقمان: الآية 27. [4] نهج البلاغة، الخطبة 179، ج 2، ص 122، ط عبده.
اسم الکتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل المؤلف : مكي العاملي، محمد الجزء : 1 صفحة : 195