اسم الکتاب : المجتبى عليه السلام بين وميض الحرف ووهج القافية المؤلف : المكتبة الادبية المختصة الجزء : 1 صفحة : 106
بجناحيه أيضاً ، ولا
بد أن يحيط خليفة الله عزّ وجل في الأرض بذلك بما يتناسب وعظم خطر الخلافة ومقامها
الإلهي.
الآية الثالثة : (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)[٣] ، على بعض الروايات أنّه أمير المؤمنين
عليهالسلام وما عنده
صار إلى من بعده من الأئمة الطاهرين عليهمالسلام.
الدليل الثاني : الإجماع : والمقصود هنا
الضرورة ومعقده عدم التفصيل بين الأحكام أو غيرها ، بل في بعض كلمات القوم التصريح
بعصمتهم في غير الأحكام أيضاً يلاحظ ذلك عند دفاعهم عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في قصد أمره بالتأبير.
الدليل الثالث : الفطرة أو اللّطف ، ويستدعي
تقديم أمر وهو ان خليفة الله في الأرض إنّما جعل لأجل التقريب إلى الله عزّ وجل
والتبعيد عن معصيته تعالى ، إذا عرفت ذلك فنقول ان فرض إمكان خطأ الخليفة ينافي
الغرض الذي من أجله جعل الإمام وذلك أنّ الخطأ جهل ونقص ، والنقص ينفّر ذوي الطباع
السليمة وذلك حتى في المسائل العادية كما هو ملحوظ في حياتنا ، فلو كان النبي صلىاللهعليهوآله أو الأئمة عليهمالسلام بل حتى الصديقة الطاهرة فاطمة عليهاالسلام يخطئون لكان ذلك مصادماً للمعادلة
المذكورة ، فتنفر الطباع منهم فينتفي الغرض وهو التقريب إلى الله عزّ وجل والتبعيد
عن معصيته ، وعلى العكس تماماً لو لم نفرض فيه الخطأ فانّ الانشداد إليه إلهياً
أشد ، ثم ان ذلك العبقري الذي وصل في الذكاء والاختراع غايته مَن سيكون قدوته غير
الخليفة ؟ وعليه لا بدَّ أن يكون الخليفة أكمل مَن على وجه الأرض ، بل من في الكون
بعد الله عز وجل. ومن هذا كلّه يجب توجيه ما ظاهره الجهل في عبارات المعصومين عليهمالسلام إن أمكن بمثل إظهار الكرامة للناس أو
تقرير أمر على حذو (ءأنت قلت
للناس اتخذوني وأمي إلهين)[٤]
تعالى الله أن يكون جاهلاً فيصدر منه هذا السؤال ، وإلاّ رُدّ لأهله ، ثم أن في
قبال ما ظاهره الجهل مواقف تدل على سعة علمهم كإخبارهم عن اسم الشخص وما جاء لاجله
اسم الکتاب : المجتبى عليه السلام بين وميض الحرف ووهج القافية المؤلف : المكتبة الادبية المختصة الجزء : 1 صفحة : 106