اسم الکتاب : المجتبى عليه السلام بين وميض الحرف ووهج القافية المؤلف : المكتبة الادبية المختصة الجزء : 1 صفحة : 105
إذا عرفت ذلك فنقول وبالله المستعان :
القطب
الأول : العصمة في سعة اُفقها.
الدليل
الأوّل : الكتاب وفيه آيات.
الاُولى : قوله تعالى : (ونزلّنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء)[١] ، التبيان والبيان معناه واحد وهو
التوضيح والوضوح ، وقبل الاستدلال لا بأس ببيان أمر وهو : أنّ البيان لكل شيء تارة
يمكن تصوره بإعطاء الكليات من قِبَل الله عزّ وجل وإيكال التطبيق على الجزئيات إلى
المنزل عليه الكتاب كاملة ، واُخرى ببيان الجزئيات بشكل مباشر ، أي من غير توسّط
الكليات ، كما ربّما يميل إلى ذلك العلاّمة السيد الطباطبائي قدسسره لكن بشكل خاص لا يحيط به إلاّ أهل
القرآن ومَن خوطب به وهم المعصومون بمَن فيهم الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، ومن هذا المنطلق قد أشار السيد الشهيد
رحمهالله إلى أنّه
يمكن الحدس بالأحداث المستقبلية من خلال التوافر على دراسة قصص الاُمم الغابرة
المذكورة في القرآن الكريم.
تقريب الاستدلال بالآية الشريفة : أنّ (
شيء ) في الآية عام لا يخص الأحكام فقط ، بل يشملها ويشمل الموضوعات والجزئيات
رياضية وهندسية وطبية ، لها علاقة بالأحكام أو لم تكن ، فهو مبين لها وكاشف عنها
أمّا على نحو القوانين الكلية أو على نحو الجزئيات بشكل خاص كما ذكرنا ، وبما أنّ
الحامل للقرآن والمبين له هو محمد صلىاللهعليهوآله
وأهل بيته عليهمالسلام وبضميمة
حديث الثقلين ، وغيرها ممّا دلّ على قرنهم بالقرآن وإيداعه عندهم يتم الاستدلال من
أنّهم لا بد أن يحيطوا بذلك الكل وذلك الشمول المذكور في الآية لكي يتم البيان
للمستخلف عليهم والمبيّن لهم.
الآية الثانية : قوله تعالى : (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه
إلاّ اُمم أمثالكم ما فرّطنا في الكتاب من شيء
.. )[٢] ، وهذا بالإضافة إلى اشتمالها على
الاستدلال المتقدم ، قد عدّدت اُموراً عادية من دبيب الدابة وطيران الطائر
اسم الکتاب : المجتبى عليه السلام بين وميض الحرف ووهج القافية المؤلف : المكتبة الادبية المختصة الجزء : 1 صفحة : 105